إطلالات نقد وتقويم على خلفية اللقاء الخاص للسيد: سيد علي خالدي مع قناة TV3 (الجزء الأول و الثاني )
بسم الله الرحمان الرحيم
إطلالات نقد وتقويم على خلفية اللقاء الخاص للسيد: سيد علي خالدي مع قناة TV3
مفاهيم مفتاحية من الأهمية بمكان ليس لها بيـان لدى وزير الشباب والرياضة أمام العيان (الجزء1)
موضوع حصة ليلة الأربعاء 2020/12/30:
- واقع وتحدّيات القطاع:
- الاستراتيجية المرسومة للنهوض بقطاع الشباب والرياضة:
-------------------
أولا: في نقد وتقييم عبارات المدخل التي وظّفها السيد الوزير:
1- قال السيد الوزير: "مصادقة الحكومة مبدئيا على المخطط الوطني للشباب 2020/ 2024، ثمّ يواصل حديثة ليقول:"ونحن في انتظار مناقشته ودراسته من طرف مجلس الوزراء ومن ثمّ المصادقة عليه".
هذه العبارة غير واضحة: من جهة صادقت الحكومة مبدئيّا على المخطط... ومن جهة ثانية: نحن ننتظر مناقشة ودراسة المخطط وبعد ذلك يصادق عليه مجلس الوزراء. بمعنى: هل الحكومة تصادق مبدئيّا على المشاريع والمخططات لكي يناقشها ويدرسها مجلس الوزراء ومن ثمّ يصادق بدوره عليها؟ لعلّ الغموض في عبارة "المصادقة مبدئيّا للحكومة".
نقد وتقييم: لعلّ الكثير منّا لا يفرّق بين الحكومة و مجلس الوزراء، بمعنى: هل تصادق الحكومة أولا، ثمّ من الضرورة بمكان أن يناقش مجلس الوزراء على ما صادقت عليه الحكومة؟
تقويم وتصويب: كان على الوزير أن يكتفي بعبارة: "سيعرض المخطط على مجلس الوزراء لمناقشته ودراستة ثمّ المصادقة عليه".
2- قال السيد الوزير: من أولوياتي:
أ- "ترقية الشباب":
نقد وتقييم:عبارة غامضة المفهوم ومشوشة المقصد: لأن في قوله: "ترقية الشباب" هاهنا قد يتبادر إلى عقول متابعي الحصة وإلى عامة الجزائريين " نخب، وعامة الشباب، وكذا جمعيات شراكة..إلخ" بأنّ مسؤولية ترقية الشّباب الجزائري من جميع النواحي (تعليم، تكوين، تشغيل، عمليات اجتماعية وثقافية...إلخ) هي من اختصاص ومن مهام وزارة الشباب والرياضة بالدرجة الأولى، وبالتالي أي نقص أو تقصير في الاهتمام بهكذا خدمات للشباب عموما تتحمّله الوزارة ومؤسساتها وإطاراتها...فعبارة "ترقية الشباب" غير مفهومة والمقصد منها ضبابي ومشوّش وغير واضح المعالم ويخشى عندها أن يفتح المجال فيها إلى تأويلات وتأويلات غير مبررات، تكون بعيدة كل البعد عن حقيقة القطاع وجوهر مهمّاته.
تقويم وتصويب: وعليه كان على السيد الوزير أن يظهر دقّة تمكّنه من الإلمام بمفاهيم قطاعه وإدراكه لطبيعة وظائف ومهام مؤسسات وزارته، فيقول بدل "ترقية الشباب":
"ترقية الأنشطة التربوية والاجتماعية والترفيهية على عمومها في أوساط الشباب من خلال أوقات الفراغ".
المقصد: "حتّى يؤكّد لعامة الجزائريين وخاصتهم من النخبة بأنّ مهام قطاعه تتمثّل في التّكفل بأنشطة الشباب ورغباتهم فيها أثناء أوقات الفراغ دون غيرها من الأوقات من خلال مؤسسات الشباب وكذا جمعيات الشراكة من المجتمع المدني.
ب- قال السيد الوزير: من أولوياتي: "إعادة التوازن بين الشباب والرياضة":
نقد وتقييم:هذه العبارة "إعادة التوازن بين الشباب والرياضة" قد يدرك معناها ومقصدها والمغزى منها إطارات قطاعي الشباب والرياضة دون غيرهم. أما العامة من الجزائريين وكذا النّخب والإعلام، وكذا بعض من مؤسسات الدولة، قد يتبادر إلى فهمهم بانّ المقصود من هذه العبارة:
"أنّ الممارسات الرياضية في بلادنا على عمومها سيطرت على باقي متطلبات ورغبات الشباب كالتعليم والتكوين والثقافة، والتشغيل والترقية الاجتماعية في عمومها. ولعلّ أيضا التأويلات تبدأ في اختراق هذا المفهوم الخاص بالوزير عندئذ لا شكّ تتشتّت المفاهيم ويقع القطاع مجدّدا في حيص بيص وسيذهب ضحيّة عدم إدراك مسؤوله الأول لمفاتيح مفاهيم طبيعة أدواره وأهدافه.
تقويم وتصويب: وعليه كان على السيد الوزير أن يبيّن تحكّمه في هكذا مفاهيم يجب أن تكون دقيقة وواضحة ولا تقبل ولا تخضع للتّأويلات والمراجعات، كأن يقول بدلا عن هذه العبارة العائمة في أمواج متلاطمة تقذفها يمينا وشمالا ما مفاده: (من أولوياتي: ضرورة إعادة التوازن بين قطاع الأنشطة التربوي والثقافية والترفيهية والاجتماعية في أوساط الشباب من جهة وكذا قطاع الأنشطة الرياضية والممارسات البدنية) أو يلخّصها في عبارة مألوفة مغروفة مهضومة لدى إطارات قطاعه هي " إعادة التوازن بين قطاع الشباب وقطاع الرياضة".عندها سنحقّق هدفان:
الأول: وضوح شأن القطاع وطبيعة مهماته ووظائفه وأهدافه.
الثاني: أن السيد الوزير بالفعل متمكّن من فهم وإدراك حقيقة مفاهيم ووظائف قطاعه وجوهر وأهداف مؤسساته.
(والله من وراء القصد)
1 - في خصوصيات القطاعات الأخرى وعلاقتها بقطاع الشباب والرياضة:
أ- يقول السيد الوزير:" كل القطاعات الوزارية تعمل لفائدة ترقية الشباب، ولكن في غياب سياسة موحدة للحكومة بين القطاعات لترقية الشباب تبقى جهود غير كافية ومتفرقة وغير منسقة ".
نقد وتقييم: " هذا الكلام من الناحية الشكلية صحيح ولا غبار عليه، إلاّ أنّه من الناحية الموضوعية يحمل تدخّلا - غير مبرّر وليس في محلّه - في خصوصيات القطاعات الأخرى، وهذا ليس من مهام وزارة الشباب والرياضة، أي:
لا يمكن أن تتدخّل وزارته في تقييم مخططات وبرامج ومشاريع القطاعات الأخرى، فلكل قطاع خبراؤه وإطاراته ومنفّذوا برامجه وخصائصه التي تميّزه عن القطاعات الأخرى، ثم ما المعايير التي اعتمدها السيد الوزير حتى يحكم على قطاعات الحكومة الأخرى والتي لا علاقة له بها بأنّ جهودها غير كافية ومتفرقة وغير منسّقة" ؟،(هل ستصبح وزارة الشباب والرياضة هي المسؤولة على مراقبة وتقييم واقتراح مخططات وبرامج القطاعات الأخرى)؟ هذا لا يمكن .
تقويم وتصويب: "كان على السيد الوزير أن يدرك بأنّ لكلّ قطاع خصائصه وطبيعة مهامه وأدواره انطلاقا من تخصصات تميز كل قطاع على الآخر في تقديم الخدمات لفئة الشباب، وبالتالي عليه أن يهتم ببرامج ومخططات قطاعه لا غير، كما عليه أن يركّز على مبدأ وقت الفراغ للشباب المنتمي لمؤسسات قطاعه، هنا تبرز مهامه واضحة جلية، وعندها يمكنه اقتراح برامج ومخططات مشاريع تخدم هذه الفئة في هكذا أوقات دون غيرها، وهذا من أسس وظائف القطاع وتدخّلاته".
ب- يقول السيد الوزير:" المخطط الوطني للشباب (لعله يقصد مخطط 2020/2024) هو سياسة حكومية عمومية موحّدة لترقية الشباب تنصهر فيه إسهامات وجهود كل القطاعات لترقية الشباب في كلّ المجالات".
نقد وتقييم: هذا الكلام يعتبر تعريفا إجرائيا لمفهوم "المخطط الوطني للشباب...(لكن قد يتبادر إلى مسامع المتابعين وخاصة منهم المهتمين وعامة الشباب بأنّ وزارة الشباب والرياضة هي التي يقع على عاتقها ضبط وصياغة وإخراج مشروع المخطط) قلت: قد يتبادر ! لأنّ عبارات الوزير مطّاطة ومفتوحة وقابلة لتأويلات وتفسيرات من طرف الآخرين ولا يمكنها أن تحيط بمهام وفلسفة قطاعه.
تقويم وتصويب: " لذلك كان على السيد الوزير بعد أن يقدّم هذا التعريف الإجرائي للمخطط الوطني للشباب، أن يشير إلى ملاحظة مفادها: (أنّ كل قطاع من قطاعات الدولة يتعامل مع فئة الشباب، يقدّم مشاريع مخططاته وبرامجه في مجال تخصصه الذي يخدم هذه الفئة، عندها سيدرك المتابعين للحصة بأنّ المخطط الوطني للشباب هو محصّلة مشاريع وبرامج كل القطاعات المعنية بالشباب). وليس مخططا خاصا بوزارة الشباب والرياضة فقط. ثمّ يستدرك الأمر ليوضّح بأنّ وزارته هي الأخرى قدّمت مشاريع ومخططات برامج تخص ترقية الشباب من خلال استثمار أوقات الفراغ على مستويين لا غير:
- التنشيط التربيو الاجتماعي وملحقاته.
- النشاطات الرياضية والممارسات البدنية وملحقاتها.
المقصــد: ( بهكذا توضيح وتدقيق لمهام القطاع وعلاقته بمهام القطاعات الأخرى المهتمة بفئة الشباب يزول الغموض وتتّضح الرِؤيا، ويدرك المجتمع طبيعة مسؤوليات وأدوار ومهام قطاع الشباب والرياضة).
سيتم نشر بقية الاجزاء المتبقية في وقت لاحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق